عميق جدا ً هذا البحر الذي بدأ يتلاطم في مخيلتي .. ‘‘
ويشتت أفكاري .. حتى أنّه لم يبق ِ منها إلا رذاذا ..
قَال تَعالى .. ’’واللهُ أخرجَكم مِنْ بطونِ أمْهاتكُم لا تَعْلَمُونَ شَيئاً ،
وجَعلَ لكم السَمعَ والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون "
,’
صرختنا الأولى ..
حين أخرجنا من بطون أمهاتنا ..
حِين أرتسمت لنا ملامح هذه الحياة في صفحات ٍ داكنة اللون
.. جهشنا بالبكاء !
وكانت تلك أولى صرخاتنا
بداياتنا كانت نقية ..
خلقنا بقلب نقي .. مصفّى لم تدنسه الذنوب
ولم تغريه الدنيا ومافيها ..
حتى يركض وراء تحقيق رغباته ومصالحه الشخصية ..
كُنا نمتلك قلب طفولي لا يحمل سوى إبتسامة ..
يوزعها بين الوجوه جميعها خُلقنا بعاطفةٍ .. عظيمة .. تنشدُ بحب الله دائماً .. إما ما كان من ضميرنا ..
فعرفناه ُ يشبه القمر في بياضه .. و نقاوته
ويشبه الصبح في زهوه ورقته ..
وعطفه / فضميرنا لم يكن إلا نقطة إرتكاز
وسط هذه ِ الدائرة الدنية ..
,’
إهتزازة أولى ..
لنقطة إرتكازنا }وبدأت مرحلة النقاوة تتفت ..
تحت أقدامنا ..
خلفت وراء ذاكرة النسيان ..
لتنزرع محلها مرحلة أخرى ..
بدأت بالتشكل في داخلنا ..
حتى كبرت !
لحظتها كلفنا وبدأنا نحاسب ..
فهل كُنا نحسب حسابا ً ليوم الحساب ..
أكنّا أقرب إلى الله أم حُب الدنيا ؟
أكنّا نرنو إلى سماع الذكر الحكيم كمّا كنا في مهدنا
أم إلى الطرب واللهو .. ؟
أمازلنا نمتلك قلبا ً نقيا ً .. أم إننا استبدلناه بقلب ٍ آخر
أمازالت الإبتسامة تزيّن حياتنا وتنير دروبنا أم إنّا شطبت أصلاً.. !
واصبحنا عابسي الأوجه .. !
مقطبي الحاجبين ..
أنمتلك تلك الأخلاق الذي كنّا نسمو بها في سماء ألادب
أم إننا نمتلك قساوة قلب و أخلاقٍ مدمرة ..
فماذا سنفعل ..!
للأسف نعلمْ بأن ملامح حياتنا تغيرت ..
وتبدلت تِلك الطهارة إلى سوداويات أبديَّه ..
ولكننا لا نهتم ولا نشعر ..
,’
فـ تُطوى الأيام سريعا ..
كجريدة صباحية وتلقى في سلة المهملات ..
ونحن ُ عديمي الإحساس ..
لا نقف مع أنفسنا فنعاتبها ونوبخها ..
تغرنا الدنيا بما فيها ..
فنركض خلفها تحقيقا ً لرغباتنا ..
ونتناسى أنّا خٌلقنا من أجل العبادة
فتحقيق مصالحنا الشخصية ..
يرغمنا على بيع ضميرنا وبأرخص ثمن ..
بُتنا نفتقر صفاتنا الذي خلقنا عليها ..
يوما بعد يوم ونحن نزيد انغماسا في ظلال أنفسنا حتى غرقنا
ويحنا !!
يعجبنا ذلك الغرق حتى أصبحنا لانعترف إلا بهِ
وتستمر تِلك الرحلة القدرية
ونحنُ
نغرق نغرق نغرق
إلا أن ينعدم صوتنا
ونضيع ضياع
يصعب الخروج منه
نبحث عن من كانوا حولنا لا نجدهم ..
حتى ذاتنا
لم يعد لها وجود في دواخلنا !إذن حتى الذات رحلت ..
إلى أين رحلت ؟
{ ذاتنا رحلت حقاً
لأن دواخلنا لم تَعدْ نقيه
فدنست كل ماهو جميلٌ فينا .. }
,’
مهلا ؟!
هل لنا أن نعود
كما كنا
نحمل قلب الطفل وبراءته
تُرسم على مُحيانا تِلك الإبتسامة
التي لايشوبها الخبث ..
فهل يمكننا ..؟!
{ نعم يمكننا جميعاً الرجوع لِما كُنا عليه ..
ذلك بأن نلقي بأنفسنا في نهر الإيمان
ونرتشف عذوبة التقرب إلى الرحمن ..
حتماً سنعود كما كُنا ..}